ترامب يعلن "يوم التحرير": رسوم جمركية تهزّ الأسواق وتفجر حربًا تجارية عالمية
نسخة خاصة من مركب: 🔍 ترامب يشعل الحرب التجارية من جديد... ومركب ترصد المشهد لحظة بلحظة
في هذا المقال، نأخذك في جولة شاملة لأهم محطات الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب، ونكشف كيف تهزّ هذه القرارات الأسواق وتعيد رسم ملامح الاقتصاد الأمريكي. ستجد هنا التحليلات الأهم، والتقارير المرتبطة، وكل ما تحتاج لفهم ما يجري وراء الكواليس في واحدة من أخطر جولات التجارة العالمية.
🔹 "يوم التحرير": ترامب يعلن 2 أبريل موعدًا لبدء فرض أوسع رسوم جمركية حتى الآن.
🔹 السيارات تحت المجهر: رسوم 25% على السيارات غير المصنّعة في أمريكا.
🔹 الأسواق تهتز: داو جونز يفقد 700 نقطة وناسداك 480 مع تصاعد المخاوف.
🔹 ترامب يتراجع جزئيًا: يلوّح باستثناءات ويخفف لهجته قبل الموعد.
🔹 كندا وأوروبا تردان: تهديد برسوم انتقامية وحملة إعلانية كندية داخل أمريكا.
🔹 ركود محتمل: خبراء يحذرون من تداعيات تضخمية قد تدفع الاقتصاد نحو الركود.
في خطوة يعتبرها ذروة سياساته التجارية تحت شعار "أمريكا أولاً"، يستعد الرئيس دونالد ترامب لفرض حزمة جديدة وشاملة من الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل، واصفًا هذا اليوم بـ"يوم التحرير". هذه الجولة تُعد الأكثر جرأة حتى الآن ضمن محاولاته لإعادة تشكيل ميزان التجارة العالمي وتعزيز التصنيع المحلي الأمريكي.
فمنذ عودته إلى البيت الأبيض قبل شهرين فقط، لم يتردد ترامب في فرض رسوم على مجموعة واسعة من الواردات. شملت هذه الرسوم السلع القادمة من كندا والمكسيك والصين، إلى جانب جميع واردات الصلب والألمنيوم، وكذلك السيارات وقطع الغيار الأجنبية. كما لوّح بفرض رسوم على سلع أوروبية مثل النبيذ، في تهديد مباشر حتى لحلفاء تاريخيين للولايات المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي. ويأمل ترامب من خلال هذه السياسة أن يجعل من تكلفة استيراد السلع إلى أمريكا عبئًا على الشركات، ما يفتح المجال أمام المنتجات المصنّعة محليًا لتكون أكثر تنافسية، وبالتالي إحياء قطاع التصنيع الذي تراجع لسنوات.

"الخمسة عشر القذرون": دوافع ترامب لفرض رسوم متبادلة
يرى الرئيس ترامب أن الرسوم الجمركية المتبادلة (Reciprocal Tariffs) هي وسيلة ضرورية لمعادلة الممارسات التجارية "غير العادلة" التي تنتهجها دول أخرى ضد الولايات المتحدة. فبدلاً من استمرار الصمت أمام القيود الجمركية التي تفرضها بعض الدول على الصادرات الأمريكية، يسعى ترامب إلى الرد بالمثل—وإجبار الشركات على التصنيع داخل الأراضي الأمريكية لتفادي الرسوم الجديدة.
وقد سجّلت الولايات المتحدة في عام 2024 عجزًا تجاريًا قياسيًا بلغ 1.2 تريليون دولار، وهو ما وصفه ترامب بأنه دليل على خلل كبير في ميزان التجارة العالمي. ووفقًا لمساعديه، فإن هناك قائمة غير معلنة تُعرف داخل البيت الأبيض باسم "الخمسة عشر القذرون"، وتضم الدول التي تفرض حواجز جمركية غير عادلة على السلع الأمريكية. وتشير بيانات وول ستريت جورنال إلى أن هذه الدول تشمل الصين، والاتحاد الأوروبي، والمكسيك، وفيتنام، وتايوان، واليابان، وكوريا الجنوبية، وكندا، والهند، وتايلاند، وسويسرا، وماليزيا، وإندونيسيا، وكمبوديا، وجنوب أفريقيا.
هل يضيق ترامب نطاق الرسوم الجمركية؟
تشير تصريحات بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية، مثل سكوت بيسنت، إلى أن ترامب قد يتجه نحو تضييق نطاق الرسوم الجمركية مقارنة بما كان مطروحًا سابقًا. ورغم فرض رسوم على قطاع السيارات هذا الأسبوع، تشير تقارير من بلومبيرغ ووول ستريت جورنال إلى احتمال استثناء قطاعات حساسة مثل أشباه الموصلات والأدوية، التي سبق أن لوّح ترامب بفرض رسوم عليها بنسبة 25%.
وعندما سُئل عن إمكانية استثناء الأدوية المنقذة للحياة، قال ترامب: "علينا أن نعيد صناعة الأدوية إلى داخل بلادنا"، ما يعكس تردده المعروف في فرض الرسوم بشكل شامل.
تغيّر مفاجئ في لهجة ترامب: تلطيف الرسوم بدلاً من التصعيد
بعد أسابيع من التصعيد الخطابي، بدأ ترامب بتخفيف لهجته، إذ صرح من المكتب البيضاوي: "سنجعلها متساهلة جدًا... ستكون في كثير من الحالات أقل من الرسوم التي فرضوها علينا". وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن بعض الأرقام ستكون "أكثر تحفظًا مما يتوقعه كثيرون".
هذا التغيير في النبرة جاء في ظل تصاعد القلق من آثار اقتصادية محتملة للرسوم، خصوصًا في ظل اقتصاد يواجه تحديات قائمة.
الركود على الأبواب؟ مخاوف اقتصادية تتزايد
يحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار الرسوم المتبادلة قد يؤدي إلى ركود اقتصادي. ووفقًا لمارك زاندي، كبير الاقتصاديين في Moody's، فإن استمرار هذه السياسات لعدة أشهر قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين، وفرض أعباء ضريبية جديدة على الشركات، وإطلاق موجة من الرسوم الانتقامية من دول أخرى، وانخفاضات حادة في سوق الأسهم.
ويضيف زاندي: "قد لا نصل فعليًا إلى ركود كامل، لكننا سنقترب كثيرًا منه"، مشيرًا إلى احتمال تراجع ترامب لاحقًا عن جزء من هذه الإجراءات وإعلان "النصر" سياسيًا.

وول ستريت تحت الضغط: "يوم التحرير" يُربك الأسواق
شهدت الأسواق الأمريكية هبوطًا حادًا قبيل "يوم التحرير"، حيث هوى مؤشر داو جونز بأكثر من 700 نقطة (1.7%)، وS&P 500 بأكثر من 100 نقطة، وناسداك بـ480 نقطة. هذا التراجع أتى بعد صدور بيانات التضخم التي أظهرت ارتفاع مؤشر PCE الأساسي بنسبة 2.8%، متجاوزًا التوقعات، ما زاد من مخاوف المستثمرين من تضخم متزايد يقابله الفيدرالي بتأخير خفض الفائدة.
النتيجة كانت موجة بيع واسعة محتها مكاسب السوق منذ فوز ترامب في نوفمبر، في إشارة واضحة إلى أن الأسواق تتعامل مع الرسوم باعتبارها تهديدًا حقيقيًا للنمو الاقتصادي.
تصعيد متبادل أم تفاوض؟ ترامب يلوّح بالمزيد
رغم بعض الاستثناءات، أكدت كندا أنها ستعلن عن رسوم انتقامية جديدة الأسبوع المقبل، وقال رئيس وزرائها: "كل الخيارات مطروحة للدفاع عن عمالنا ووطننا". كما دعت ألمانيا وفرنسا الاتحاد الأوروبي للرد بالمثل.

ورد ترامب بأنه سيرد "قطعًا" على أي رسوم جديدة من كندا أو غيرها، وأضاف: "لقد استفادت منا العديد من الدول لعقود طويلة... وهذا يجب أن يتوقف". وفي الوقت ذاته، صرّح بأنه أجرى "مكالمة جيدة جدًا" مع رئيس وزراء كندا، وزعم أن قادة دول أخرى أعربوا له عن تفهّمهم لموقفه، بل واعتذروا عن ممارساتهم التجارية.
لكن، كعادته، لم يكشف عن أسماء هؤلاء القادة، تاركًا المشهد مفتوحًا بين التصعيد والتراجع... والضبابية مستمرة.