توقعات الاقتصاد تتقلص... والرسوم تفرض واقعًا جديدًا في الأسواق
وسط دوامة السياسات التجارية المتقلبة، بدأت الأسواق الأميركية تُعيد رسم ملامح توقعاتها، لكن هذه المرة بحذر أكبر. ففي تحول لافت يعكس حجم القلق في أوساط المستثمرين، خفّض كبير استراتيجيي "دويتشه بنك"، بانكيم تشادا، تقديراته لمؤشر S&P 500 لنهاية عام 2025 من 7,000 إلى 6,150 نقطة، في ضوء استمرار الرسوم الجمركية التصاعدية التي تنفذها إدارة الرئيس دونالد ترمب.
هذا التراجع الحاد في توقعات أبرز بيوت الاستثمار، حيث انخفضت الأهداف السعرية من مستويات تفاؤلية في ديسمبر إلى مستويات أكثر تحفظًا في أبريل، وصولًا إلى تقديرات شديدة التشاؤم مثل J.P. Morgan الذي خفّض هدفه إلى 5,200 نقطة فقط.
(الرسم البياني يُظهر تغيّر التوقعات السعرية للمؤشر بين ديسمبر 2024 وأبريل 2025، مع تراجع معظم البنوك الكبرى مثل Goldman Sachs وBofA وCiti) – المصدر: Yahoo Finance، حتى 24 أبريل 2025
الأرباح تحت الضغط... والتباطؤ يقترب
يرى تشادا أن استمرار الرسوم الجمركية من شأنه أن يُحدث صدمة في هوامش الربحية للشركات، عبر ثلاثة محاور رئيسية:
ارتفاع التكاليف التشغيلية
انخفاض الطلب المحلي والدولي
اضطراب سلاسل التوريد، لا سيما مع الصين
كنتيجة لذلك، خفّض توقعاته لأرباح شركات S&P 500 من 282 دولارًا إلى 240 دولارًا للسهم الواحد، محذرًا من أن هذه التقديرات قد تنخفض أكثر إذا استمر التصعيد.
تشادا: "إذا استمرت الرسوم الجمركية، فإن التأثير السلبي على أرباح الشركات سيكون كبيرًا للغاية."
مزاج وول ستريت يتحوّل من التفاؤل إلى التحوّط
تشادا هو المحلل الحادي عشر هذا الشهر الذي يُجري خفضًا كبيرًا لتوقعاته، في تأكيد لاتجاه عام من التحول نحو نبرة أكثر تحفظًا بين المحللين.
التقديرات الحالية تُراوح بين 4,600 إلى 5,600 نقطة لمؤشر S&P 500 بحلول نهاية 2025.
تشادا يرى أن خفضًا فعليًا للرسوم لن يحدث إلا إذا بدأت شعبية ترمب بالهبوط في استطلاعات الرأي.
"الأسواق بحاجة إلى تخفيف حقيقي للسياسات، وهذا لن يحدث إلا إذا هبطت نسبة تأييد الرئيس بشكل ملموس"، بحسب تشادا.
الرهان على استطلاعات الرأي... لا على طاولة المفاوضات
في مفارقة سياسية/اقتصادية لافتة، يُشير تشادا إلى أن المستثمرين لا يُتابعون التصريحات السياسية بقدر ما يُراقبون مزاج الناخب الأميركي:
أي تدهور في ثقة المستهلكين قد يُجبر الإدارة على تغيير نهجها.
لكن "المخاطرة الرئيسية"، كما يُحذّر تشادا، هي أن الركود قد يُفاجئ الجميع قبل أن يتحقق أي تغيير في السياسة التجارية.
الخلاصة
بعد أشهر من الترقب، تتجه الأسواق نحو مستوى جديد من الواقعية. الرسوم الجمركية لم تعد مجرد ورقة ضغط سياسية، بل أصبحت عاملًا مباشرًا في تغيير النماذج المالية لأكبر البنوك الاستثمارية.
وبينما تُحاول وول ستريت احتساب السيناريوهات المستقبلية، تظل الخطوة التالية بيد إدارة ترمب... وإذا لم تُترجم النوايا إلى أفعال، فقد تتوقف الأسواق عن منحها "الاستفادة من الشك".
📩 اشترك الآن في نشرة مركب لتحصل على تحليلاتنا العميقة - كن دائمًا على بُعد خطوة من القرار الاستثماري الصحيح.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet