بعد شهور من التوتر.. محادثات أميركا واليابان تفتح نافذة أمل أمام الأسواق الصاعدة
في وقت لا تزال فيه الأسواق العالمية تتأرجح تحت ضغوط الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مطلع الشهر، جاءت بوادر التفاهم بين الولايات المتحدة واليابان لتبعث شعورًا بالتفاؤل في الأسواق الناشئة. وبينما لا يزال الغموض يخيّم على مستقبل السياسة التجارية، فإن مكاسب يوم الخميس قد تكون إشارة أولى إلى أن طريق التهدئة قد فُتح... ولو جزئيًا.
مكاسب واسعة تقودها آسيا… وعيون المستثمرين على طوكيو
سجل مؤشر أسواق الأسهم الناشئة أفضل أداء يومي له منذ أكثر من شهر، مرتفعًا بنسبة 0.8%، بفضل الأداء القوي للأسهم الآسيوية. السبب؟ تقدم محادثات التجارة بين الولايات المتحدة واليابان.
يرى المستثمرون في هذه المحادثات "اختبارًا حقيقيًا لنية ترمب في التهدئة"، خصوصًا أنها قد تمهد لنموذج تفاوض يُعمم لاحقًا مع دول أخرى، ما يُخفف من تداعيات سياسة "يوم التحرير" الجمركية.
"الجميع يترقب ما الذي سيتطلبه الأمر من اليابان للحصول على إعفاءات، لأن ذلك سيرسم خارطة الطريق للدول الأخرى." – بحسب محللين في الأسواق.
العملات الناشئة تنتعش... والمكسيك تستفيد من تغريدة
ارتفع مؤشر العملات في الأسواق الناشئة بنسبة 0.2%، مدعومًا بارتفاع البيزو المكسيكي، بعد منشور للرئيس ترمب أشار فيه إلى اتصال "إيجابي" مع رئيسة المكسيك المنتخبة كلوديا شينباوم.
هذا التطور عزز الآمال بإمكانية حصول المكسيك على إعفاء من بعض الرسوم الجمركية، خاصة تلك المتعلقة بالسيارات والمكونات الإلكترونية، ما جعل البيزو أحد أقوى العملات أداءً لهذا الأسبوع.
"عملات الأسواق الناشئة تستفيد من آمال التهدئة في الحرب التجارية." – خوان بيريز، متداول العملات في Monex.
في المقابل، سجّلت العملات الأوروبية الشرقية تراجعًا، إذ خسر كل من الفورنت المجري والزلوتي البولندي بعضًا من الزخم وسط ضعف الإقبال الاستثماري نتيجة استمرار ضبابية العلاقات مع واشنطن.
تركيا تفاجئ الأسواق... ومصر تتحضر لخطوة تاريخية
في خطوة غير متوقعة، أعلن البنك المركزي التركي رفع سعر إعادة الشراء لأجل أسبوع من 42.5% إلى 46%، في محاولة للحد من التقلبات وتعزيز ثقة المستثمرين.
ورغم تحسن الليرة التركية بنسبة 0.2% مقابل الدولار، فإن الأسواق لا تزال حذرة، خاصة بعد تسجيل خروج أسبوعي قياسي بقيمة 2.8 مليار دولار من السندات التركية.
في مصر، يترقب المستثمرون قرارًا محوريًا من البنك المركزي المصري، حيث يُتوقع أن يشهد أول خفض للفائدة منذ نحو خمس سنوات. التوقعات تتراوح بين 75 و225 نقطة أساس، في وقت تحاول فيه البلاد موازنة التضخم المرتفع مع دعم النمو الاقتصادي.
الخلاصة
رغم غيوم الرسوم الجمركية التي لا تزال تخيم على المشهد العالمي، فإن الأسواق الناشئة وجدت في محادثات اليابان والمكسيك نافذة أمل. هذه التطورات قد تُمهّد لتفاهمات أوسع، وتمنح المستثمرين متنفسًا مؤقتًا، خصوصًا في الأسواق الأكثر حساسية مثل تركيا ومصر.
لكن، ما لم تتحول هذه الإشارات إلى اتفاقات ملموسة، فإن هذه الانتعاشة قد تكون قصيرة الأمد. ويبقى العامل الأميركي – سواء في واشنطن أو في منشورات ترمب – هو المحدد الأكبر لمصير الأسواق الناشئة في النصف الثاني من 2025.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet