أشعل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على جميع السيارات المستوردة – بما يشمل السيارات الجاهزة وقطع الغيار الأساسية – موجة قلق في الأسواق. القرار، الذي سيدخل حيّز التنفيذ في 2 أبريل، قد يعيد رسم خارطة السوق الأميركية للسيارات ويضع المستهلك في مواجهة ارتفاعات كبيرة في الأسعار.
تكاليف إضافية قد تصل إلى 12,000 دولار
بحسب التقديرات الأولية، من المرجّح أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى زيادة في تكاليف التصنيع تتراوح بين 4,000 و12,000 دولار لكل سيارة، تبعًا لنوعها ومصدرها. وتشير دراسات سلاسل التوريد إلى أن حتى الشركات الأميركية – مثل Ford وGM – تعتمد في جزء كبير من إنتاجها على خطوط تجميع في كندا والمكسيك.
وهذه هي الفجوة التي قد يتحمّلها المستهلك مباشرة في شكل زيادات سعرية تقارب 10% أو أكثر على معظم السيارات الجديدة.
السيارات الأكثر عرضة للرسوم: من المكسيك وكندا
بحسب بيانات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA)، هناك 39 طرازًا يتم تصنيعها أو تجميعها في كندا أو المكسيك وتُباع في السوق الأميركي. وفيما يلي قائمة بأبرز الطرازات حسب الشركة:
وفيما يلي أبرز الطرازات المستوردة:
BMW
2-Series Coupe/Convertible (المكسيك)
M2 Coupe (المكسيك)
3-Series Sedan (المكسيك)
فقط 42.7% من سيارات BMW المبيعة في أميركا تُصنَّع محليًا.
Ford
Bronco Sport، Maverick، Mustang Mach-E (المكسيك)
Mustang GTD (كندا)
فورد هي الأقل اعتمادًا على الاستيراد: 78.3% من سياراتها مصنوعة محليًا.
GM
Blazer، Blazer EV، Equinox، Equinox EV، GMC Terrain (المكسيك)
47.3% من سيارات GM تُصنَّع محليًا.
Honda
CR-V Hybrid، Civic Sedan (كندا)
HR-V، Prologue، Acura ADX (المكسيك)
58.9% من سياراتها محلية.
Hyundai
Tucson (المكسيك)
فقط 38.4% من سياراتها مصنوعة في أميركا.
Kia
K4 (المكسيك)
Mazda
CX-30، Mazda3
فقط 20.3% من سيارات Mazda مصنوعة في أميركا.
Mercedes-Benz
GLB (المكسيك)
36.5% محلي.
Nissan
Infiniti QX50/QX55، Sentra، Kicks، Versa (المكسيك)
45.6% محلي.
Stellantis
Ram 2500-5500، ProMaster، Jeep Compass (المكسيك)
Chrysler Pacifica (كندا)
68.2% محلي.
Toyota
Tacoma (المكسيك)، RAV4/NX/RX (كندا)
44.1% محلي.
Volkswagen Group
Audi Q5/SQ5، Jetta، Taos، Tiguan (المكسيك)
فقط 27.8% محلي.
Tesla وRivian في مأمن نسبي
في المقابل، تبرز شركتا Tesla وRivian كشبه استثناء، حيث يتم تصنيع سياراتهما بالكامل داخل الولايات المتحدة، ما يجنّبها التأثر المباشر بهذه الرسوم. لكن حتى هذه الشركات ليست محصّنة تمامًا، إذ تعتمد على بعض المكونات المستوردة.
تشير البيانات إلى أن تسلا تحتاج فقط لزيادة بنسبة 1.8% في الأسعار لتعويض تأثير الرسوم، مقارنة بـ11.7% على Hyundai و10.9% على Toyota.
السوق أمام موجة غلاء وتباطؤ
مع ارتفاع أسعار السيارات الجديدة، قد يتجه المستهلكون نحو:
السيارات المستعملة كبديل أقل كلفة
التفاوض بشراسة أكبر مع الوكلاء
تأخير قرارات الشراء حتى تتضح الصورة
وفي ظل ارتفاع متوسط سعر السيارة الجديدة إلى أكثر من 50,000 دولار، فإن أي زيادة إضافية قد تدفع الكثيرين إلى الخروج من السوق مؤقتًا، ما يؤثر على حركة التمويل والمبيعات.
ما الذي يجب مراقبته الآن؟
ردود الفعل من كندا والمكسيك: هل نشهد رسومًا انتقامية؟
تعديلات محتملة على القانون: هل تُستثنى بعض الطرازات لاحقًا؟
أثر التضخم على الأسعار والطلب: هل ترتفع الفائدة مجددًا لاحتواء الأسعار؟
توجّه المستهلكين: هل تتغيّر أنماط الشراء نحو السيارات الكهربائية أو العلامات المحلية؟
الخلاصة
قرار ترمب الجمركي ليس مجرد تعديل تجاري عابر، بل يمثل تحوّلًا جوهريًا في شكل السوق الأميركية للسيارات. ومع اعتماد معظم الشركات العالمية وحتى الأميركية على سلاسل توريد دولية، فإن الأسعار مرشحة للارتفاع، والتنافس سيأخذ منحى جديدًا. في هذه المرحلة، يبقى المستهلك في موقع دفاعي، بينما تتحضّر الشركات لمواجهة الواقع الجديد بكل ما فيه من تحديات.
📬 اشترك في نشرة مركب
تصلك تحليلات مركب حول أبرز تحركات الأسواق، وفرص الاستثمار القادمة، مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet