تقترب الولايات المتحدة من احتمال إغلاق حكومي هذا الأسبوع بعد فشل محاولتين من الجمهوريين في مجلس النواب لتجنب هذا السيناريو. وقد أثار هذا الوضع قلقًا واسعًا بشأن تأثيرات محتملة على الخدمات العامة والاقتصاد بشكل عام.
لماذا يلوح الإغلاق الحكومي في الأفق؟
انهارت الاتفاقية الأولى التي اقترحها رئيس مجلس النواب مايك جونسون بسبب معارضة شخصيات مثل إيلون ماسك والرئيس المنتخب دونالد ترامب. وتبع ذلك فشل اتفاق آخر تفاوض عليه الجمهوريون، بعد أن صوت 38 من أعضاء الحزب الجمهوري مع الديمقراطيين ضده. مع بقاء ساعات قليلة لحل الخلافات المتعلقة بسقف الديون وأولويات التمويل، يواجه المشرعون ضغوطًا كبيرة للتحرك بسرعة.
وقال جونسون: "سنعيد تجميع صفوفنا وسنصل إلى حل آخر"، معبّرًا عن تعقيد الموقف وإلحاحه.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية المحتملة
يعتقد الخبراء أن التأثيرات الاقتصادية الفورية قد تكون محدودة، مشيرين إلى الحافز القوي لدى المشرعين لتجنب الإغلاق خلال موسم العطلات. ومع ذلك، فإن مدة الإغلاق هي العامل الحاسم؛ فكلما طال الأمد، زادت التداعيات، خاصة على الموظفين الفيدراليين والعسكريين الذين قد يواجهون إجازات غير مدفوعة الأجر أو اضطرابات تشغيلية.
على سبيل المثال، أشار مدير إدارة أمن النقل (TSA) ديفيد بيكوسكي إلى أن معظم موظفي وكالته سيستمرون في العمل، ولكن الإغلاق الممتد قد يؤدي إلى أوقات انتظار أطول في المطارات، مما قد يسبب أزمة خلال ذروة السفر.
من الأكثر تأثرًا؟
قد يتأثر ملايين الموظفين الفيدراليين والعسكريين بشكل مباشر، سواء من خلال الإجازات القسرية أو تأخر الرواتب أو تعطل العمليات. كما قد تواجه الشركات التي تعتمد على العقود أو الخدمات الحكومية تحديات كبيرة.
لكن، لن تتوقف جميع أنشطة الحكومة. فبرامج الإنفاق الإلزامي مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، التي تمثل الجزء الأكبر من الميزانية الفيدرالية، ستستمر دون انقطاع. سيستمر إرسال شيكات الضمان الاجتماعي، وستُدفع مستحقات الرعاية الطبية للمستشفيات والأطباء.
ما الذي سيتوقف؟
المتنزهات والمعالم الوطنية: قد تُغلق مواقع شهيرة مثل نصب لنكولن التذكاري، كما حدث في حالات إغلاق سابقة.
الخدمات الضريبية: قد تعلق مصلحة الضرائب (IRS) خدمات مثل خطوط الهاتف ومراكز مساعدة دافعي الضرائب.
البيانات الاقتصادية: قد تتوقف وكالات مثل مكتب إحصاءات العمل عن إصدار التقارير الاقتصادية.
الهيئات التنظيمية: ستخفض وكالات مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) عملياتها إلى الحد الأدنى.
خدمات الجوازات: قد تصبح عملية استخراج جوازات السفر أكثر صعوبة بسبب نقص الموظفين.
تعطل أوسع نطاقًا
قد يؤدي الإغلاق إلى آثار أوسع، تشمل:
المطارات: قد تصبح خطوط الأمن أطول بسبب عدم دفع رواتب موظفي إدارة أمن النقل، مما يؤدي إلى زيادة الغيابات.
شبكة الأمان الاجتماعي: قد تتعرض برامج مثل الإسكان الفيدرالي والمساعدات الغذائية لاضطرابات.
انتقال السلطة الرئاسية: قد تتأثر أنشطة انتقال السلطة من إدارة بايدن إلى الرئيس المنتخب ترامب إذا تم تسريح الموظفين الرئيسيين.
ما الذي سيبقى مفتوحًا؟
رغم الفوضى المحتملة، ستستمر بعض الخدمات دون انقطاع:
الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية: ستواصل هذه البرامج عملها كالمعتاد.
المدارس العامة: ستظل المدارس الممولة محليًا مفتوحة، رغم تأثر بعض البرامج المدعومة فيدراليًا مثل "هيد ستارت".
خدمة البريد: ستواصل الخدمة البريدية عملها، كونها ممولة ذاتيًا من خلال بيع الطوابع ومنتجات أخرى.
النظرة المستقبلية
تُبرز المواجهة السياسية الحالية التوترات المستمرة حول أولويات التمويل الفيدرالية. وبينما قد تكون التأثيرات الفورية محدودة، فإن مدة الإغلاق ستحدد مدى تأثيره على الاقتصاد والحياة اليومية.
مع اقتراب الموعد النهائي، تتجه الأنظار إلى كابيتول هيل بينما يسعى المشرعون لإيجاد حل. وحتى الإغلاق القصير يُظهر تحديات الحوكمة وأهمية التعاون بين الحزبين لمعالجة القضايا المالية الملحة للبلاد.