رسائل التهدئة من ترمب تدفع السندات للارتداد… فهل يستمر المسار؟
في يوم مليء بالتحولات السياسية والاقتصادية، شهدت سندات الخزانة الأميركية ارتدادًا قويًا بعد إشارات من الرئيس دونالد ترمب إلى خفض مرتقب للرسوم الجمركية على الصين، وتأكيده أنه لا ينوي إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
سندات الخزانة تنتعش بحدة
في واحدة من أقوى جلسات سوق السندات هذا العام:
عائد السندات لأجل 30 عامًا انخفض بـ 13 نقطة أساس ليهبط دون 4.75%
عائد سندات العشر سنوات تراجع بـ 10 نقاط أساس
السندات القصيرة الأجل كانت أكثر استقرارًا، مدعومة ببيانات قوية لمبيعات المنازل الجديدة رغم ارتفاع معدلات الرهن العقاري
غريغوري فارانيلو من AmeriVet Securities قال:
"هناك تغيير واضح في نبرة الإدارة... لكن المدى الذي سيستمر فيه هذا الارتياح لا يزال غير مؤكد."
البيت الأبيض يُمهّد للتهدئة... والأسواق ترد
بحسب وول ستريت جورنال، تدرس الإدارة الأميركية خفض الرسوم على الواردات الصينية من 145% إلى ما بين 50% و65%، في إطار "تصنيف حسب الأهمية الاستراتيجية"، وهي خطوة وصفها ترمب بقوله:
"145% نسبة مرتفعة جدًا... وستنخفض كثيرًا."
وقد أدى هذا التغيير في اللهجة إلى:
ارتفاع مؤشر S&P 500 بأكثر من 3%
قفزة في داو جونز بنحو 1000 نقطة
صعود قوي في ناسداك مدفوعًا بأسهم التكنولوجيا
من الملاذات إلى الرهانات: عودة الثقة مؤقتًا
خلال الأسابيع الماضية، كان أداء سندات الخزانة الأميركية متراجعًا رغم هبوط الأسهم، ما أثار مخاوف من فقدان الثقة في استقلالية الفيدرالي.
لكن يوم الأربعاء، عاد المستثمرون بقوة لشراء السندات، خاصة الجهات الأجنبية:
الفجوة بين عوائد سندات 5 و30 سنة تقلصت من 96 إلى 80 نقطة أساس
بيانات وزارة الخزانة أظهرت أن أكثر من 60% من السندات لدى البنوك المركزية الأجنبية تستحق خلال 5 سنوات
مزاد سندات الخمس سنوات يُعد اختبارًا رئيسيًا لعودة الثقة
العائد المتوقع على مزاد الأربعاء تراجع إلى 3.96% مقارنة بـ4.01% قبل يوم واحد.
تصريحات ترمب تُحرّك الأسواق أكثر من البيانات
في غياب بيانات اقتصادية مؤثرة هذا الأسبوع، أصبحت تصريحات البيت الأبيض هي المحرك الأول لتحركات السوق.
جاك ماكنتاير من Brandywine Global لخّص الأمر بالقول:
"السوق يتنفس الصعداء... لكن هذه قصة اليوم فقط. لا إشارات كافية من البيانات الاقتصادية حتى الآن."
وفي إشارة إلى إمكانية استعادة الطلب الدولي، يُذكر أن مزاد مارس الماضي شهد استحواذ "المزايدين غير المباشرين" — مثل البنوك المركزية الأجنبية — على 75.8% من سندات الخمس سنوات، وهي نسبة تاريخية لم تُسجل منذ عام 2004.
الخلاصة: الارتداد السياسي لا يُغني عن الأساسيات
ما شهدته الأسواق اليوم هو انعكاس لتغيرات في الخطاب السياسي، لا في المؤشرات الاقتصادية.
تصريحات ترمب حول خفض الرسوم وتهدئة مع الفيدرالي أعادت التوازن المؤقت للأسواق، لكن الأساسيات لا تزال هشّة.
في غياب دلائل ملموسة على اتفاق تجاري أو تخفيض فعلي للفائدة، يبقى الحذر هو عنوان المرحلة، والمستثمرون سيواصلون اختبار صدقية التصريحات الأميركية في الأيام المقبلة.
📩 اشترك الآن في نشرتنا اليومية لتصلك تحليلات مركب — ابقَ دائمًا على بُعد خطوة من القرار المالي الصائب.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet