الإيرادات الدولية لمؤشر S&P500
..عندما تشتري أسهم من السوق الأمريكي، فغالباً أنت تتعرض بنسب كبيرة للسوق العالمي
نستعرض اليوم، ثلاثة مواضيع رئيسية تؤثر على الأسواق المالية حاليًا:
نبدأ بنظرة على إيرادات مؤشر S&P 500 من المصادر الدولية وكيف تختلف هذه الإيرادات عبر القطاعات المختلفة.
ثم نتناول الاستراتيجيات المثلى للتعامل مع الخسائر الكبيرة في الأسهم، وهي مسألة تهم كل من المتداولين والمستثمرين على حد سواء.
وأخيرًا، نناقش الارتفاع الأخير والاهتمام بالأسهم الأمريكية ذات القيمة السوقية الصغيرة مثل Russell 2000، وما يعنيه هذا الاهتمام من تدفقات رأس المال وآثاره المحتملة على السوق خلال الربع الثالث من عام 2024.
إذا كان مؤشر S&P شركة واحدة:
فإن 42 بالمائة من إيراداتها ستأتي من خارج الولايات المتحدة، لكن هذا الرقم يختلف كثيرًا عبر القطاعات الـ 11 للمؤشر. يوضح الجدول التالي من FactSet، التقسيم:
ثلاث نقاط من هذه البيانات:
قطاع التكنولوجيا لديه أكبر نسبة من الإيرادات العالمية، بنسبة 57 بالمائة. شركات مثل آبل، مايكروسوفت، نفيديا، وبقية المجموعة هي شركات عالمية بالفعل. المواد هي القطاع الوحيد الآخر في S&P الذي يزيد عن نصف مبيعاته من خارج الولايات المتحدة.
معظم قطاعات S&P500 لديها نسب إيرادات غير أمريكية تتراوح بين 25 – 50 بالمائة، بدءًا من القطاعات المالية (28 بالمائة) والسلع الاستهلاكية الكمالية (33 بالمائة) إلى السلع الاستهلاكية الأساسية (40 بالمائة) وخدمات الاتصالات (49 بالمائة).
الصناعات التي قد تعتقد أنها دولية بالشكل الأكبر، مثل الصناعات والرعاية الصحية، تحصل فقط على 33 – 34 بالمائة من إيراداتها من خارج الولايات المتحدة.
أكثر القطاعات محلية هي العقارات (17 بالمائة من المبيعات غير الأمريكية) والمرافق (1 بالمائة).
الخلاصة: جزء من سبب تفضيل المستثمرين للأسهم الكبيرة الأمريكية عن باقي الأسهم العالمية هو أن S&P 500 لديه إيرادات غير أمريكية كبيرة (ميزة التنويع) التي تًمرُ عبر نماذج أعمال محسّنة لتحقيق الربحية (النموذج الأمريكي للرأسمالية). وبما أن عالم اليوم مبني على النموذج الرأسمالي فلا شك لدي أن الرأسمالية الأمريكية هي الأكثر رسوخًا.
ماذا تفعل عندما تنهار أسهمك؟
عاجلاً أم آجلاً، يعاني كل متداول أو مستثمر من خسارة كبيرة في سهم واحد. عادة ما يقوم المتداولون ببيع المركز والمضي قدمًا، فقط يتداولون حول المركز في بعض الأحيان لتقليل خسائرهم. المستثمرون أكثر احتمالاً للاحتفاظ بالسهم، سواء كان ذلك جيدًا أم سيئًا. أستطيع أن أخبرك أنه لا توجد إجابة مثالية. ففي بعض الأحيان، يؤدي الاحتفاظ بالسهم إلى تحقيق ربح في النهاية، وأحيانًا لا يحدث ذلك.
ومع ذلك، يمكنني أيضًا أن أخبرك أن المتداولين والمستثمرين الكبار يعرفون أن الوقت هو أثمن أصولهم، ونهجهم تجاه خسارة كبيرة يعكس هذه الحقيقة. السبب في أن معظم المتداولين يبيعون السهم الخاسر بسرعة هو أن لديهم أشياء أفضل للقيام بها من القلق بشأن مركز خاسر.
المستثمرون الكبار لديهم آراء صارمة وحقيقية حول سبب امتلاكهم للأسهم. إذا كان سبب انهيار السهم غير مرتبط بهذه الأسباب، فإنهم عادة ما يحتفظون به أو يشترون المزيد.
الخلاصة: الخسائر الكبيرة تجذب انتباه الإنسان أكثر من الأرباح الكبيرة وهذه حقيقة إنسانية تناولتها الكثير من الدراسات، مما يضاعف تأثيرها على أداء المحفظة. كل ساعة تقضيها في القلق بشأن خسارة كبيرة هي ساعة لا يمكن استخدامها للعثور على الرابح التالي. لذلك، مهما كانت استراتيجيتك الاستثمارية، عند مواجهة خسارة كبيرة، التزم بها، ولكن تأكد دوماً من صحة قرارك قبل أن تفكر بزيادة استثمارك في هذا السهم الخاسر أو لا، بمعنى آخر تأكد من أن المعطيات الأساسية التي جعلتك تستثمر فيه من الأساس لازالت معقولة.
هل أصبح Russell 2000 سهم ميم الآن؟
بعد الارتفاع الكبير الذي حققه المؤشر، تهافت المستثمرون الأفراد على جوجل للبحث عن طرق تمكنهم من الاستفادة من ذلك، بحسب مقارنة بيانات جوجل تريندز حجم البحث في الولايات المتحدة عن "IWM" (المنتج الشهير من iShares الذي يتتبع Russell) و"IVV" (متعقب iShares S&P 500).
إليك هذه البيانات للسنوات الخمس الماضية، مع IWM باللون الأزرق وIVV باللون الأحمر. كما نبرز، ارتفعت عمليات البحث عن "IWM" مؤخرًا إلى أعلى مستوى لها في +5 سنوات. النظير الوحيد هو الارتفاع في عمليات البحث عن "IVV" خلال سوق الهابط اللاحق لأزمة الجائحة في مارس 2020، لكن حجم البحث عن "IWM" في الأسبوع الماضي كان أعلى بنسبة 50 بالمائة من تلك الخاصة بمنتج S&P 500 قبل 4 سنوات.
الخلاصة: نعم، هناك اهتمام غير عادي بالأسهم الأمريكية ذات القيمة السوقية الصغيرة في الوقت الحالي، لكن هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا من حيث العوائد المستقبلية. فعلى سبيل المثال، السوق الهابط في عام 2020 جذب اهتمامًا كبيرًا بالأسهم الأمريكية الكبيرة، وكما نعلم قطعًا، أن أداؤها كان جيدًا خلال السنتين التاليتين.
الآن، يمكن القول أن الأداء الضعيف الذي طال أجله لمؤشر Russell مقارنة بمؤشر S&P 500 في طور التغير، والمستثمرون الصغار بدأوا يلاحظون ذلك. وهذا الاهتمام يدفع بتدفقات رأس المال بهذا الاتجاه. في العادة، عندما يتركز هذا الاهتمام والمال على سهم واحد، يمكن أن نطلق عليه سهم "ميم" أو صرعة مؤقتة. ولكن عندما ينصب هذا الاهتمام وتدفقات رأس المال على قطاع كامل من السوق، نجد صعوبة في اعتباره مجرد موضة أو صرعة. لا شك أن الأسهم الأمريكية الصغيرة ستكون متقلبة خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكن ما زل يُعتقد أنها يمكن أن تحقق أداءً جيدًا خلال بقية الربع الثالث من عام 2024.