"أحيانًا تكون الأسهم المبالغ في تقييمها مسيرة من قِبل أشخاص ما بين المروج والمحتال. وإذا وقعت في واحد من تلك السيناريوهات الناجحة، فقد تنفد أموالك قبل أن تنفد أفكار المروجين." وارن بافيت
الشورت سيلينج أو ما يُعرف بـ "البيع على المكشوف" هو استراتيجية استثمارية تُستخدم لتحقيق الأرباح من هبوط أسعار الأسهم أو الأصول المالية. على الرغم من أن هذا المفهوم قد يبدو غريبًا للبعض، إلا أنه أداة شائعة تُستخدم من قبل المتداولين المحترفين وصناديق التحوط. في هذا المقال، سنشرح كل ما يتعلق بالشورت سيلينج، آليته، مزاياه، مخاطره، وحالات استخدامه.
ما هو الشورت سيلينج؟
الشورت سيلينج هو عملية اقتراض الأسهم من وسيط مالي بهدف بيعها في السوق المفتوحة على أمل أن ينخفض سعرها في المستقبل. بمجرد انخفاض السعر، يقوم المستثمر بشراء الأسهم مرة أخرى بسعر أقل لإعادتها للوسيط، محققًا الربح من الفرق بين سعر البيع وسعر الشراء.
مثال عملي:
لنفترض أنك تتوقع أن ينخفض سعر سهم شركة "M" الذي يتم تداوله حاليًا عند 100 دولار للسهم. تقوم باقتراض 10 أسهم من الوسيط وبيعها، فتحصل على 1000 دولار. إذا انخفض سعر السهم إلى 80 دولارًا، يمكنك شراء 10 أسهم بسعر 800 دولار فقط وإعادتها للوسيط، محققًا ربحًا قدره 200 دولار (قبل خصم الرسوم والفوائد).
كيف يتم تنفيذ الشورت سيلينج؟
فتح حساب مارجن: يجب أن يكون لديك حساب تداول يسمح بالتعامل مع المارجن، حيث يعتمد الشورت سيلينج على اقتراض الأسهم.
اقتراض الأسهم: يتم اقتراض الأسهم من الوسيط الذي يوفرها من حسابات مستثمرين آخرين.
بيع الأسهم في السوق المفتوحة: يتم بيع الأسهم المقترضة بسعر السوق الحالي.
إعادة شراء الأسهم: عندما ينخفض سعر الأسهم، يقوم المستثمر بشرائها مرة أخرى بسعر أقل.
إعادة الأسهم للوسيط: يتم إعادة الأسهم المقترضة للوسيط مع دفع أي فوائد مستحقة.
مزايا الشورت سيلينج
الربح من الأسواق الهابطة: يتيح الشورت سيلينج للمتداولين الاستفادة من هبوط الأسعار، مما يجعله أداة مهمة للتحوط ضد الخسائر.
تنويع الاستراتيجيات: يمكن استخدامه كجزء من استراتيجيات تداول أكثر تعقيدًا، مثل المراجحة أو التحوط.
الكشف عن التقييمات المبالغ فيها: يساعد البيع على المكشوف في كشف الشركات التي تعاني من مشاكل مالية أو عمليات احتيال.
المخاطر المرتبطة بالشورت سيلينج
خسائر غير محدودة: على عكس الشراء التقليدي، حيث تكون الخسارة محدودة برأس المال المستثمر، فإن البيع على المكشوف يمكن أن يؤدي إلى خسائر غير محدودة إذا ارتفع سعر السهم بشكل كبير.
التكاليف المرتفعة: تتضمن العملية دفع فوائد على الأسهم المقترضة ورسوم الوسيط.
مخاطر الشورت سكويز: يحدث ذلك عندما يرتفع سعر السهم فجأة، مما يجبر المستثمرين على شراء الأسهم لتغطية مراكزهم المكشوفة، مما يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في السعر.
متى يُستخدم الشورت سيلينج؟
التوقع بانخفاض أسعار الأسهم: عندما يتوقع المستثمر هبوط قيمة سهم معين بناءً على تحليل السوق.
التحوط: لحماية محفظة استثمارية من تقلبات الأسواق.
المضاربة: لتحقيق أرباح قصيرة المدى من تحركات الأسعار.
الشورت سيلينج من منظور أخلاقي
يتعرض البيع على المكشوف أحيانًا لانتقادات، حيث يُتهم البعض باستخدامه للتلاعب بالسوق أو الإضرار بالشركات. ومع ذلك، يرى المدافعون عنه أنه أداة ضرورية للحفاظ على كفاءة الأسواق وكشف التقييمات غير الحقيقية.
خلاصة
الشورت سيلينج هو سلاح ذو حدين؛ يمكن أن يكون أداة فعالة لتحقيق الأرباح أو وسيلة محفوفة بالمخاطر تؤدي إلى خسائر جسيمة. لذا، يجب على المستثمرين فهم آليته والمخاطر المرتبطة به جيدًا قبل اتخاذ أي قرارات. إذا كنت مبتدئًا، فمن الأفضل أن تستشير خبيرًا ماليًا قبل تجربة هذه الاستراتيجية.
اقتباسات مختارة من بافيت ومونجر حول الشورت سيلينج
وارن بافيت:
"البيع على المكشوف أمر يستحق الدراسة لأنه قد أدى إلى إفلاس الكثير من الناس. أن تكون في وضعية قصيرة حيث تكون خسائرك غير محدودة أمر مختلف تمامًا عن أن تكون في وضعية طويلة دفعت ثمنها بالفعل. في مسيرتك المهنية، سترى أسهماً مبالغاً في تقييمها أكثر بكثير مما ستجد أسهماً مقيمة بأقل من قيمتها. ولكن، بالنسبة لي، لم يكن من السهل جني المال من الشورت سيلينج. إنه عمل صعب للغاية بسبب احتمالية الخسائر غير المحدودة."
تشارلي مونجر:
"كما قال بن فرانكلين: إذا أردت أن تكون بائسًا، اقترض الكثير من المال لتسدده في وقت لاحق. وبالمثل، عندما تكون في وضعية Short ضد سهم يستمر في الصعود بسبب الترويج له بأساليب شبه ملتوية، فإنك تتحمل خسائر متزايدة وتُطلب منك تغطية المزيد من الهامش. ببساطة، ليس من المجدي أن تتحمل هذا القدر من التوتر في حياتك."
الرسالة المستخلصة
كل من بافيت ومونجر يعبران عن حذر واضح تجاه الشورت سيلينج، مشيرين إلى مخاطره المرتفعة وإمكانية تحقيق أرباح أقل مقارنة باستراتيجيات الاستثمار التقليدية. بينما يمكن أن يكون البيع على المكشوف جذابًا عند مواجهة أسهم مبالغ في تقييمها، إلا أن التوتر والضغط الناتجين عنه يجعلان منه استراتيجية لا يُنصح بها لمعظم المستثمرين.